• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

"قوا أنفسكم وأهليكم نارا" "اتقوا الله وقولوا قولا سديدا"

قوا أنفسكم وأهليكم نارا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 10/11/2020 ميلادي - 24/3/1442 هجري

الزيارات: 13586

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾

﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾

 

لقد كثر الكلام وملأ عنان السماء بكثرة البشرية وثرثرتها بين أفرادها المباشرة، وغير المباشرة بوسائل النشر والإعلان والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل نقل الكلام، المكتوب والمنطوق والمصور والأفلام.

 

ولكن كم من هذا الكلام مفيد؟ وكم منه مضر؟

ومن يحدد ما هو مفيد، وما هو ضار؟

ومفيد لمن؟ ومضر لمن؟

 

عندما أفكر أنا كإنسان في مصلحتي لا بد أن أسأل هذه الأسئلة، في كل كلمة أتكلمها، فأنا صاحب المصلحة في الاستفادة، ومنع الضرر لنفسي.

 

لقد أصبحت حياة البشرية الآن غالبيتها هذا الكلام، فأصبح الفرد يرسل ويستقبل يوميًّا آلاف الكلمات بالتفاعل المباشر أو غير المباشر.

 

وإني لأسأل هل هناك من يفكر قبل أن يتحدث كم من الحسنات سيأخذ؟ وكم من السيئات سيحصد؟

 

ألم تسمعوا قول نبيكم صلى الله عليه وسلم: « إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ»؛ صحيح البخاري.

 

فالكلمة نوعان: إما من رضوان الله، أو من سخطه.

كم ستجمع أيها المسكين، ومن أي نوع؟

تأمل قول الحبيب المصطفى: (لا يُلْقِي لها بالًا).

ووالله إنه لهو وصف دقيق لواقع غالب حديث الناس.

لا عقل ولا تدبر فيما نقول، ولا إدراك لعاقبة ذلك.

 

ها هي وسائل النشر والإعلان والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل نقل الكلام، المكتوب والمنطوق والمصور والأفلام، تمتلئ بالكلام من سخط الله. بل إن الكثير من هذه الوسائل متخصص في هذا النوع من الكلام.

 

احذر أيها العاقل أن تجمع دون أن تدري هذا النوع من الكلمات.

فالكلمة الواحدة من سخط الله يهوي بها الإنسان في جهنم.

فهل يحصي هذا الإنسان كم سيهوي بها في جهنم.

 

لذلك حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: « وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟! »؛ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

 

وهذا يدل على عظم خطر الكلام، فإما بالخير وإما بالشر، فالواجب التثبت في أمره والحذر، فإذا تكلمت فإما لك وإما عليك، وقد سبق قوله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

 

وكم كان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعويد أمته صدق الكلمة:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِـــرٍ أَنَّهُ قَالَ: دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُــــولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟».

 

قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ ».

 

فهل نحن الآن على نفس هذا الحرص أم أن زمام الكلمة قد فلت ولا نستطيع العودة؟

 

اقرأ قول الله: ﴿ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنعام: 27].

 

فهل لنا من قول حسن؟

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: ٧٠].

 

فالقرآن الكريم يوجه المؤمنين إلى تسديد القول وإحكامه والتدقيق فيه، ومعرفة هدفه واتجاهه. قبل أن يتابعوا المنافقين والمرجفين في أقوالهم.

 

يقول جل جلاله: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم: 24 - 26].

 

فالكلمة الطيبة هي حياة قلب المؤمن، وهي روح العمل الصالح لدية، فإذا رسخت في قلبه وانصبغ بها ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138] وواطأ قلبُه ولسانَه، وانقادت جميعُ أركانه وجوارحه، فلا ريب أن هذه الكلمة تؤتي العمل المتقبَّل ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].


هذا هو مبتغى كلام المؤمن، ولا تتابعوا المرجفين في أقوالهم، واحذروا كثرة الكلام في وسائل اللغو وفي مجالسكم بكلمات تسخط الله.

 

وقانا الله وإياكم من عذاب النار، وأسكنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة